أيها المسلم أين أنت من العفاف
لقد اخترت وبحثت من عدة مصادر فضيلة عن صفة يحاول الإعلام هدمها خاصةفي شهر فضيل إنه شهر رمضان الذي حولته القنوات الفضائية من موسم للعبادةإلى موسم للمجاهرةبالمعاصي إنها فضيلة العفةوثمراتها ،وقد كتبتهاللعفيفين وللعفيفات لتكون عونا لهم بعد الله على ثباتهم ومضيهم في دربهم
هو الكف عما حرم الله سبحانه والاكتفاء بما أحله سبحانه وتعالى وإن كان قليلا
1- تحقيق الإيمان الذي يُنشىء مملكة الضمير في نفس المؤمن فيستحضرالخوف والحياء وتذكر الآخرة واستشعار عظمة الله سبحانه ويكون باعثا على قمع النفس ودرءها عن تجاوز الحد .
2- التربية الروحية من صبر ومجاهدة في ذات الله سبحانه ، بدوام الصلة بالله
تعالى من ذكر ودعاء وتضرع وتبتل والتجاء إليه ، وقراءة للقرآن الكريم بتدبر وتأمل مع الفهم لمعانيه والتعقّل لأسراره وحكمه .
3- تربية النفس بالصوم فإنه مما يعين على زكاة القلب ، وطهارة النفس وبهتنحصر وتضييق مجاري الشيطان .
4- توعية الجيل المسلم بتعزيز المنافع والمصالح التي تنشئ العفة والتزام أمر الله سبحانه في الحياة اليومية ، مع بيان الآثار السلبية والنفسية والاجتماعية والعقلية والروحية للنشء لكل من سلك طريقا غير طريق العفة .
5- أن يطالع القلب أسماء الله وصفاته وأفعاله التي يشهدها ويعرفها ويتقلب في رياضها
6- انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى والتذلل له سبحانه والخشوع لعظمته بالقول والبدن والالتجاء إلى الله عز وجل عما يصون النفس عن كلما حرم الله سبحانه مع تقوية عزمه في مواجهة هذه المغريات والمثيرات في زمن يُسِرت فيه سبل الغواية
7- التوسع على النفس وأخذ المباح ، فالنفس بطبيعتها مجبولة على ماأودع الله فيها من فِطَر
8- تحري الثلث الأخير من الليل الذي ينزل فيه الله سبحانه إلى السماء الدنيا لمناجاته ودعائه بالثبات على هذا الدين ولزوم الصراط المستقيم ،مع تلاوة كلامه والتأدب بآداب العبودية بين يديه ، ومن ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة النصوح فالله سبحانه يقول في كتابه الكريم: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطعما ومما رزقناهم ينفقون)
9- البعد كل البعد عن كل طريق يحول بين القلب وبين الله تعالى وذلك لا يتحقق ولا يكون إلا بالبعد عن أنواع السيئات وألوان المحرمات وصور الموبقات ،فالقلوب إذا فسدت فلن تجد فائدة فيما يصلحها من شؤون دنياها ولن تجد نفعا أوكسبا في أخراها
1- الإعلام بأنواعه من مقروء ومسموع ومشاهد وما يبث من برامج تفسد العقل والروح مما يفسد على الناس عفتهم ويضعفها
2- الإعجاب بنظام الغرب وتقاليده ، والانبهار بحضارته ومدنيته ، مما يدفع بكثيرمن الناس إلى السفر إلى مواقع تتجلى فيها إشاعة الفواحش بأنواعها
3- استغلال المرأة وتجريدها من عفتها وتحريرها واستعبادها وإخراجها من بيتها للتمثيل والإبداع في مسابقات الجمال وعروض الأزياء والفنون الجميلة وغيرها مما يجلب الفساد والإفساد للمجتمعات
4- التساهل من المسلمين في إدخال الرجال والخدم في البيوت واختلاطهم في المساكن وأماكن الترفيه مع النساء والفتيات وضعاف النفوس
5- الأسواق العامة وما فيها من اختلاط وتبرج ودعوة إلى الإثارة المحرمة من كشف للوجه وتجميل له وإبداء لمفاتن الجسد
6- الدعوة لحرية الفن والترويج له وكسر القيود أمامه وصرف طاقات وشباب وعقول الأمة لهذا العفن
7- وسائل ومنتديات الترفيه غير البريء كحفلات الموسيقى والرقص والغناء والمسارح الهابطة والنوادي المشبوهة ودور السينما الرديئة
8- غياب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر والتساهل فيه وعدم الاهتمام به والرفع من شانه وأنه صمام المجتمع
9- معوقات الزواج من مغالاة في المهور واشتراط التكاليف الباهضة للحياةالزوجية والمبالغة في اشتراط المؤهلات العلمية والمكانة الاجتماعية العاليةللشباب مع اشتراط بعض الأسر الزواج لبناتهن حسب تسلسل أعمارهن
1- ضمان النبي صلى الله عليه وسلم للعفيف دخول الجنة قال صلى الله عليه وسلممن يضمن ما بين لحييه –أي لسانه -وما بين رجليه –أي الفرج- أضمن له الجنة)
2- إظلال الله لمن عف عن الفاحشة في ظل عرشه يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلمسبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله..... وشاب دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله)
3- عفة المرء سبب في عفة أهله ومحارمه، ومن هتك عرض الناس هتك الله عرضه وستره، كما قال الشافعي - رحمه الله تعالى - :
عفوا تعــف نســاءكم في المـحرم * وتجنبوا ما لا يليق بمسلمِ
إن الزنــا ديْن فـــإن أقرضـتـه * كان الوفاء من أهل بيتك فاعلمِ
من يزني يزنى به ولو بجـداره * إن كنت يا هذا لبيبا فافهمِ
يا هاتـكا حرم الرجـال وقاطـعا * سبل المودة عشت غير مكرمِ
لو كنت حرا من سـلالة طاهـر * ما كنت هتّاكا لحرمة مسلمِ
4- العفة سبب لسلامة الإنسان والمجتمع من الشرور والآفات، ومن انتشار الفساد والأمراض الفتاكة كالإيدز والزهري والسيلان ونحوها من الأمراض الجنسية المنتشرة
5- العفة سبب للبعد عن سخط الله تعالى وعقابه العام والخاص، عن ابن عمر رضي الله عنه قال- قال رسول الله صلى الله عليه وسلمما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم) رواه الحاكم وصححه
6- العفيف مضاعف الثواب، فكلما تضاعفت دواعي الفتنة والفجور استلزم ذلك قدرا أكبر من التقوى والصبر عن المعاصي مما يجعل صاحبه في ميزان أعدل الحاكمين أوفر جزاء وأجزل ثوابا ففي الحديث(العبادة في الهرج –أي في الفتن- كهجرة إلى) رواه مسلم وذكر أن أجر العامل منهم كأجر خمسين من صحابته
7- قوة الإرادة، وذلك أن فعل العفة تتطلب قدرا كبيرا من الإرادة القوية والعزيمة الصادقة ليقهر سلطان التقوى سلطان الهوى، قال تعالى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى) النازعات/41 وقوة الإرادة من الأسس الهامة لبناء الشخصية الإسلامية فهي التي تمكن المسلم من التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل وآداء الأوامر الإلهية .......... قال تعالىومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا) الإسراء/19
المصدر: منتديات كريزى مان http://www.crezeman.com/vb/showthread.php?t=70563
8- تفريج الكربات،كما حصل لأولئك الثلاثة الذين انحدرت عليهم الصخرة فأغلقت عليهم باب الغار، فقال أحدهم اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي فأردتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت :لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليّ وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه...)فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون
وفي الختام أسأل الله تعالى الهدى والتقى والعفاف والغنى وأن يجعلنا من عباده الصالحين المصلحين وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وأن يصلح أحوال المسلمين وأن يهدي ضالهم وأن يرده إلى الحق ردًا جميلا
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين